البطاقة الصحفية؛التزام متبادل بين الدولة والكلمة…..!

أربعاء, 08/13/2025 - 18:07

في 30 أبريل 2025 صادق مجلس الوزراء على المرسوم المنظم للبطاقة الصحفية، فاتحا مرحلة جديدة لتنظيم الحقل الإعلامي،وبعد أيام، في 03 مايو 2025، هنأ فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني منتسبي المهنة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، مؤكدا مواصلة جهوده  على تمهينها وتطويرها امانا منه بدورها في تشكيل الوعي وتنوير الرأي العام.

وبتوجيهات من فخامته صدر في 11 يونيو 2025 قرار بترسيم أكثر من 1800 عامل، منهيا بذالك  سنوات من الهشاشة المهنية ومؤسِسا لاستقرار وظيفي طال انتظاره.

واليوم، ومع صدور مقرر تشكيل لجنة البطاقة الصحفية أمس، ينتقل الملف من النص إلى التطبيق ليغادر الحقل الإعلامي فراغًا تنظيميا نحو إطار يحمي الحقوق ويصون الامتيازات ويهيئ بيئة مهنية تحترم الكلمة وتضاعف أثرها، في انسجام مع الجهود المؤسسية المتكاملة لتنظيم القطاع وتفعيل إصلاحاته.

لقد أثبتت التجربة، بقيادة فخامة رئيس الجمهورية ، أن كرامة الصحفي ليست مجرد حق مهني، بل ركيزة في أمن المجتمع المعرفي، وضمانة لصون الحق في المعلومة بقدر ما تُصان المهنية واستقلالية الكلمة وفي زمن تتراجع فيه المؤشرات في بلدان كثيرة، حققت موريتانيا، بفضل إرادة سياسية صلبة ورؤية إصلاحية واعية، قفزة نادرة على المستوى العالمي؛ بصعودها  من المرتبة 86 إلى المرتبة 33 في مؤشر حرية الصحافة لعام 2024، كما انضمّت إلى الشراكة الدولية من أجل المعلومات والديمقراطية. ذلك كلّه يؤكد أن المسار ليس استجابة ظرفية، بل بناء مؤسسي طويل النفس.

ومع أن المسار العام يشهد تقدّما كبيرًا وغير مسبوق، فإن الصدق مع قيم الصحافة يقتضي الإشارة إلى حالات فردية نادرة لا تمثل توجه الدولة ولا فلسفة فخامة الرئيس و الفارق الجوهري أن هذه الحالات لا تُترك لتعكّر صفو المسار حيث تُواجه بروح التصحيح والإنصاف، بما يرسّخ ثقة الصحفيين بأن صوتهم مسموع، وأن الدولة شريك لا خصم، وأن عهد فخامة الرئيس مع الكلمة الحرة هو عهد حماية يحترم الاستقلالية ويصونها بعيدًا عن الرقابة والوصاية.

تشكل هذه المحطات لحظات فارقة في المسار التنفيذي لرؤية فخامة رئيس الجمهورية التي أعادت رسم معالم الحقل الإعلامي على أسس مهنية راسخة، وجعلته ركيزة من ركائز الدولة الحديثة. 
وحين يلتقي الانضباط المؤسسي مع الإيمان العميق برسالة الصحافة، تتأكد حقيقة أن الصحافة ليست مهنة فحسب، بل كما يقال في ادبيات السياسية انها شريان وعي الأمم.

وحين يُنظم هذا الشريان ويُحمى ويُصان، تتدفق المعلومة بوصفها عنصرا فاعلا يعزّز قوة المؤسسات ويرفع من قيمة الكلمة، فتصير طاقة وطنية للبناء والتنمية، وحارسا يقظًا للوعي العام.

لتظل الصحافة، في ظل رؤية فخامة رئيس الجمهورية، صوتا واعيًا يشارك في صنع مستقبل البلاد ويعكس نبض الأمة بمسؤولية وعمق، ولتظل الشراكة بين الدولة وأصحاب الكلمة الحرة مصدر فخر لكل إعلامي، وإلهاما لكل مدوّن يرى في الصحافة شرف المهنة وعمق الرسالة.

سيدي ولد إبراهيم ولد إبراهيم 
خبير محاسبي، فاعل سياسي

إعلانات

 

إعلان