
في ذكرى وفاة العقيد محمد محمود ولد الديه، نسترجع معًا حياة رجل من طراز فريد، جسد معاني المروءة والشهامة بكل تجلياتها.
وُلِد العقيد ولد الديه في عام 1940، وترك بصمة لا تمحى في تاريخ موريتانيا العسكري والسياسي، بعد وفاته رحمه الله في عام 2012 بالعاصمة الفرنسية باريس، لكن ذكراه ظلت خالدة في القلوب.
كان العقيد محمد محمود ولد الديه رجلاً صلبًا في الحق، لا يتزعزع أمام الأقوياء، ولكنه كان لينًا ورحيماً مع الضعفاء، يشهد له التاريخ بإنصافه وعدله، فهو لم يكن فقط قائدًا عسكريًا بارعًا، بل كان أيضًا إنسانًا حانيًا على المساكين والمحتاجين، تميز بالحكمة والاتزان في اتخاذ قراراته، وكان شديد الالتزام بمبادئ الشجاعة والنزاهة.
لقد كان العقيد ولد الديه جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الجيش الموريتاني منذ تأسيس الدولة في عام 1960، وشارك في العديد من المراحل المفصلية التي مرت بها البلاد، بما في ذلك انقلاب 1978، الذي كانت له فيه بصمة واضحة، حيث تدرج في المؤسسة العسكرية حتى تولى قيادة أركان الدرك، مظهرا قدراً كبيراً من الكفاءة والقدرة على قيادة المؤسسة العسكرية في أصعب الظروف.
وفي الحياة المدنية، شغل العديد من المناصب المهمة، من أبرزها مدير ميناء نواكشوط، حيث أظهر قدراته الإدارية الفائقة وكان له دور محوري في استقرار البلاد بعد انقلاب 2003، عندما تولى قيادة المؤسسة العسكرية في مرحلة دقيقة وحرجة في تاريخ الوطن.
اليوم، ونحن نخلد ذكرى وفاته، لا يسعنا إلا أن نترحم على روحه الطاهرة، ونُثني على إنجازاته العظيمة التي تركت أثرًا عميقًا في الوطن.
لقد كان الفقيد رمزًا للقيادة الحكيمة، وأحد أبطال التاريخ الموريتاني الذين ساهموا في بناء الوطن بصدق وإخلاص.
اللهم اغفر له وارحمه رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا.
رحم الله تعالى وجعل ذكراه مصدر فخر واعتزاز لجميع الأجيال.