
تهنئة مستحة لشركة "اسنيم" على ما أنجز والتوفيق في المستقبل؛
كلما كانت هناك مؤسسة موريتانية فاشلة وعديمة الفائدة فإن علينا باعتبارنا كتاب رأي أن نعالج أمرها وننظر ونشخص أسباب فشلها وعدم فائدتها، وعلى الدولة أن تتعاطى مع كل رأي مؤصل وجيه بخصوص هذا النوع من المؤسسات التي تثقل كاهل الإنفاق العام دون طائل؛
وكلما استطاعت مؤسسة وطنية أن تحقق تميزا فيجب علينا -بالمقابل- أن نذكرها ونحتفي بها، لثلاثة أسباب وجيهة حسب نظري:
الأول: أن نؤازرها في ما حققته، حتى نشجعها على تحقيق المزيد. كما ينقطع عنا تكرار الأغاني النشاز، لبيع المؤسسات، خاصة باانسبة للشركات التابعة لسنيم، ومشاريعها الواعدة، بين الفينة والأخرى. إن اسنيم شركة سيادية، ترمز لمراجعة الاتفاقيات مع المستعمر، وتأميمها المكلف كان استقلالا ثانيا بطعم اقتصادي. وقد أدت أداء جيدا في فترات حرجة بالنسبة للبلد، كما أن لها بعدا اجتماعيا نفعيا واسعا في الشمال، وعلى مستوى الدولة، فهي ليست شركة إنتاج قاحل لاتسعى إلا إلى الربح الأقرع، دون النفاذ لخدمة طبقة واسعة من المجتمع والنفاذ إليها. ولعل هذه الشركة هي شركة التعدين الموريتانية الوحيدة التي تنفذ خدماتها الاجتماتية بشكل فعال إلى ساكنة مدن التعدين، وتدرج ذلك في تقاليدها، كما أنها تحتفظ بنوع من المهنية الإدارية الصارمة التي تسمح غالبا بتحسين أدائها المزدوج من خلال مساهمتها، من جهة في تغطية جزء من ميزانية الدولة، ومن جهة أخرى في مكافحة البطالة و الفقر، عبر استفادة مناطق ومدن التعدين والاستخراج والتصدير من عائدات الشركة بشكل مباشر أو غير مباشر.
الثاني: أن يطمئن رأينا العام إلى أن الفشل ليس قدرا مكتوبا على جبين مؤسساتنا الإنتاجية، فيمكن بنجاح إحدى مؤسساتنا أن ننجح في تسيير بقية مؤسساتنا حتى تنجح كليا أو جزئيا في تحقيق أهدافها الإنتاجية والتنموية، مما يخلق مناخا تنافسيا يشجع المؤسسات عموما على محاكاة النجاح المتحقق غيرة لذاتها. لا أن تتنافس في التقاعس والفشل، وعدم الجدوائية.
والثالث: التصاعد في الإنتاج بشكل قياسي لدى شركة اسنيم -سم مما يجعل موريتانيا تنافس على المرتبة العليا في إنتاج الحديد عربيا.
إن الأرقام القياسية اقتصاديا مهمة لتحقيق موارد أكبر وطنيا، وثقة أكبر في السوق الدولية تولد استتقطابا اقتصاديا مفيدا.
لقد اطلعت على بعض النشرات الاقتصادية الدولية والعربية المهتمة بالحديد خلال سنة 2024 خاصة، فكانت بياناتها مشجعة جدا عن شركة اسنيم-سم و مطمئنة، في تحقيقها الرقم القياسي للسنة الثانية في إنتاج الحديد، بما يصل إلى 14 مليون طن سنويا. وكذلك طموح الشركة المشروع والوارد بالمؤشرات في بحر ال 5 سنوات القادمة إلى إنتاج قياسي جديد يبلغ 40 مليون طن من الحديد، وهو رقم دولي وليس عربيا ولا أفريقيا فقط.
إن ما تحقق بعد، يستدعي منا نحن كتاب الرأي المهتمين بتحسن الأداء الاقتصادي الإنتاجي أن نحتفي بما حققته شركة اسنيم -سم، سواء على مستوى الإنتاج أو على مستوى النفاذ لخدمة مناطق التعدين أهليا اجتماعيا، أوعلى المستوى الوطني عماليا ومساهمة في رفع الدخل القومي عموما، والمساهمة في ميزانية الدولة خصوصا.
تهنئة مني لشركة اسنيم-سم عمالا وأطرا وإدارة في مطلع العام الجدي، على ما حققته وأرجو لها أن تحقق ماتطمح إليه على المستوى المتوسط والبعيد.، وبالتوفيق والسداد لها ولبقية مؤسساتنا الإنتاجية المتعثرة وغير المتعثرة.
الدكتور/ محمد ولد أحظانا
رئيس منتدى الفائزين بجائزة شنقيط.
الرئيس السابق لاتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين.