الباحث عبد الصمد ولد امبارك يكتب عن مشاركته في مهرجان مدائن التراث بشنقيط

أربعاء, 12/18/2024 - 15:37

شاركت في مهرجان مدائن التراث الحالي في مدينة شنقيطي في النسخة الثالثة عشرة، ضمن المكون العلمي بمحاضرة تحت عنوان مدينة شنقيط في مواجهة التحديات. تلك المعلمة التي رأت النور منذ القرن الثاني للهجرة. عاشت  قرون مزدهرة  قبل أن تندثر و تسقط و تدفن، لتنهض بدلا منها شنقيط الحالية التي تأسست سنة 1262م. تعتبر مركز إشعاع علمي و ثقافي، شكلت منطلق قوافل الحجاج نحو الديار المقدسة، كما ظلت محط القوافل التجارية في أوج إزدهار التبادلات التجارية بين العالم العربي والإسلامي و كذا الإفريقي. مدينة تاريخية تحتفظ اليوم بكنوز ثقافية عبر مكتباتها التي تضم مخطوطات نادرة. لقد ذاع صيتها الديني و الثقافي و الاقتصادي و حجزت مكانتها مركزا علميا و روحيا عالميا للإنسانية جمعا. يمثل مسجد شنقيط معلما معماريا من القرن الثالث عشر. منذ أكثر من 1200 سنة مازالت شنقيط تقاوم عاديات الزمن و جل عوامل التعرية الجغرافية و تلك المرتبطة بتيارات العولمة، مما أدرجها على قائمة اليونيسكو للتراث الإنساني العالمي. مدينة اليوم تعاني جملة من التحديات الجسام، نتيجة عاديات الزمن و قساوة المناخ  المؤثرة  على التراث المادي، في تحدي لبقاء المدينة ضمن المنظومة الوطنية.طبعا البشرية بحاجة ماسة للكنوز المعرفية  التي تعتبر مكاسب سطرها الكائن البشري في محطات مضيئة من تاريخ الإنسانية، عبر كفاحه من أجل البقاء مع التشبث بالإرادة في قهر الطبيعة، لبناء حضارة صالحة لكل زمان و مكان. لذا تعتبر هذه المدينة مفخرة و تراث يستحق التضحية للمحافظة على جذور  معالم حضارة سطرها الأجداد في خضم العطاء العلمي و المعرفي.

إعلانات

 

إعلان